حان موعد الدشَه .. فـ ودّع
البحّارة أهاليهم .. و أبحرت السفن و من
بينها محمل النوخذه متخذين طريقهم إلى المغاصات البعيدة .. بحثاً عن اللؤلؤ
بـ مجرد وصول السفن الى المغاص .. تُلقي السفينة بـ المرساة
"السن" فـ يُردد البحّارة:
نزلنا منزل مبارك و أبرك الدار .. على الهير و المحّــار
يحلّ الصباح .. فـ يستيقظ الغاصة و يصلوا الفجر جماعة .. ثم يأخذون بتناول
طعام الإفطار المكون من الشاي و بضع حبات من التمر "القدوع"
يتناول الغاصة فطورهم على عجل و تحت صراخ النوخذا (أو من ينوب عنه)الذي يعلم بأنه معدة
الغاصة إذا امتلأت .. فـ إن ذلك سوف يعيقهم عن عملهم
و هكذا .. تبقى معدة الغيص قبل الأكل و بعده .. خــاوية
ليس ذلك فقط .. إلا إنه أيضا يتم إجبار الغاصة على تناول المُسهلات .. فـ يُجرّعونهم "العشرج" و ذالك حتى تبقى بطونهم دائما خاوية .. و
أجسامهم خفيفة .. فـ يكون غوصهم أعمق و لمدة أطول
يبدأ الغاصة مع طلوع الشمس بالتنقل من هير إلى هير بحثا عن المحار .. و
ينتهي يومهم .. بـ مغيب الشمس
كان يبكي كُل ليلة سوء حظه .. فـ الشمس حارقة .. و البطن خاوي .. و الجسد
نحيل .. هنا بحر و نوخذه "أقشر" .. و لا شيء ينتظره هُناك على الأرض
في إحدى الليالي .. شعر "أحمد" بـ برد شديد .. فقد كان جسده
النحيل يرتجف برداً .. و يكاد لا يستطيع حمل رأسه الثقيل
ذهب "أحمد" لـ أحد الغاصة الذي كان دائما ما يحدثه و يهوّن عليه
شقاء البحر
أحمد: عمي "بو راشد" .. بردان و راسي ثقيل و ما أشوف عدل
أفترب الغيص "بو راشد" من "أحمد" و أخذ يتفحّص جسده و
رأسه فـ وجد حراراتهما عاليه جدا
طلب "بو راشد" من "أحمد" شُرب المزيد من الماء و النوم
علّه يصحوا بـ حال أفضل
نامت عيون "بـو راشد" و لم يستطع "أحمد" النوم .. كان
يشعر بأن شيئاً ما يأكُل جسده