Thursday, January 6, 2011

شبـــح النهــــاية


رسالتي هذه .. أهديها إهداء شخصي .. لكل من يفتح مدونتي .. من اليوم .. و حتى أن يكتب لي الله عوده .. تكون إن شاءالله قريبة

قبل كل شي .. لازم تعرفون إني لا أملك أدنى مهارات التعبير عن ما يدور في نفسي .. فأنا لم أتعود هذا النوع من الكتابة


فعواطفي بالغالب جياشة .. و مشاعري دائما مندفعة .. أفكاري بالعادة متداخلة .. مرتبكة و غير مترابطة


إللي يكلمني بالصج .. يعلم إن حديثي ســـريع .. و كأنني في سباق .. أخشى فيه أن لا ينصفني الزمن


شوووش ؟ شوي شوي .. من لا حقج ؟


من يعرف شوووش من خارج عالم الإنترنت .. يعرف كما أنا بسيطة .. سعيدة .. مرحة .. حركية لا أسكن في مكان .. أملىء الحياة بالحياة .. فتزيدني تشبثا بها


من يعرفني عن قرب .. يعرف كم هو مرهف بالحس قلبي .. و كم هي رقيقة مشاعري .. فبالرغم من نضجي الواضح .. و صلابتي مرات .. و عنادي مرات أخرى و بأسي و قسوتي على نفسي بعض الأحيان .. إلا إنه لي قلب .. كقلب طفل .. يبكي لألم أشخاص سمع عنهم و لم يلتقي بهم يوما .. و يفرح لفرح من لم يراه بعينه


قبل سنتين .. أو ثلاث .. أو ربما أربع .. كنت ما بين كلية في الجامعة و منزل .. ما بين أم صديقة و أب صارم كالجنرال في الجيش .. ألعب هنا .. و أضحك هناك .. و أصنع الحياة أينما دخلت .. فإذا مرضت .. مرض البيت كله .. و إذا غبت .. افتقدتني الكلية بأكملها .. عند التاسعة مساءا .. أغفوا كطفل أرهقه تعب اللعب طول النهار .. لا يحمل في قلبه هما و لا ضغينة .. و لا يشغل باله سوى درجة إختبار الغد .. نعم كنت نيــــرد


الآن .. أصبحت في عشريناتي من العمر .. بعقل أنضج .. و فكرا تقريبا أنور .. و عينا ترى كالميكروسكوب ما لا تراه أعين الغير .. و رؤية حادة .. تكاد تخترق كل ما تصادفه أمامها .. قلبي الصغير .. قد أرهقته هموم الحياة .. و الآخرة .. و عقلي .. هذبته كتب كنت قد قرأتها .. علها تصلح ما اتلفته وساوس و سموم أفكار من عايشوني


فبت أملك عقلا لا ينام .. حتى لو نام الجسد


ببتديء بالحمد لله .. و أشكره و أثني عليه .. و إن كان لي هالليلة شكوى .. ببتدي الشكوى إليه


فأنا أؤمن بوجوده .. و أؤمن بأنه سبب و جودي .. فهو من صنعني .. و هو من يسمعني .. يفهمني و يجيبني إن شاء


فقد حكم علي أن أولد بشرا .. لماذا لم أكن ملاكا يحلق في السماء .. أو طيرا .. أو حتى أسد ؟


لماذا جعل لي عينا ترقب .. فتشقى .. و أذنا تسمع .. فتتلوث .. و يدا تعمل .. فلا تقدر ؟


مخيلتي واسعة .. و أسئلتي كثيرة .. علني أجد لها يوما .. بين صفحات كتبي المنتقاة بعناية شديدة جواب .. أو يضع الله في طريقي فيلسوفا .. أو ربما ملاكا .. يسايرني الطريق .. و يلهمني الإجابة


فأنا ما زلت أبحث في السماء عن دليل .. و في الأرض عن مرشد


أهلي .. أحبائي .. أصدقائي من خارج عالم الإنترنت .. رفقاء التدوين .. أصدقائي المئتين في التويتر .. و المئة في الفيس بوك


قد يجد البعض أن أرقامي صغيرة .. و علاقاتي محدودة .. فأنا أحب الحميمية .. و أفضل الإنتقاء


منذ الأمس و أنا اعتصر أفكاري على الورق .. أكتب لكم هذه الرسالة .. علها تصلكم من غير أن يتم تغليط فحواها


سامحوني


فكلما مررنا بأزمة جميعا .. كلما خاب ظني في بعضكم


أصبحتم كالغرباء .. فما بت اجد ما أتقاسمه معكم


سوى تحايا الصباح و المساء .. و بعض النقاشات الجانبية .. التي بت أتعمد أن لا أغوص فيها .. خوفا ان أصطدم معكم .. كما إصطدمت مع غيركم


فأحكم عليكم .. و تحكمون علي


و أخسركم و تخسروني


ففكركم صار يختلف عن فكري .. و رؤيتكم بعيدة عن رؤيتي .. و عالمكم لا يشبه عالمي


كأنكم من الأرض .. و أنا من زحل


إختلاف فكر .. و آراء .. و عنصرية في الدفاع عنها .. صنع مسافات شاسعة بيني و بينكم


و كم أحزن لهذا الفارق


كلما زاد الفارق .. كلما إعتراني الخوف .. فأصبحت أجد نفسي لا إراديا .. أبتعد عنكم .. و أعتزل جمعكم


حدة طباعكم .. تشتتكم .. إزدواجية مبادئكم .. و تقلب أفكاركم و أمزجتكم .. و منظوركم الضيق


فعيون البعض لا ترى .. و آذان البعض لا تصغي .. و عقول البعض مسممة .. تنزف القيح كلما تحدثوا


لم أعد أجد لنفسي مكانا بينكم .. بل بت أخشى أن أنجرف مع سيلكم


يمكن إنتوا صح و آنا غلط .. يمكن آنا صح و إنتوا غلط .. يمكن كلنا صح أو كلنا غلط


ببساطة .. لا أعلم


فانا ادعوا الرب ليل نهار .. أن يرسل لي إشارة تدلني على الطريق


أحبكم كثيرا .. لكني بت لا أحتمل .. مزيدا من الضيق و الحزن و التشتت في كل مره أتصادم فيها مع منظوركم للحياة


جسدي معكم .. لكن روحي بالحقيقة .. تحلق بعيدا عنكم .. خارج حدود سربكم اللذي لفظني للخارج


على طاري الجسد


لي جسد صغير .. شاء الرب أن يثقله بالأمراض .. ومن وحي المرض .. كان لابد ان يزورني كل ليلة .. شبح النهاية .. و وحي الموت


فباتت الحياة عندي مهما طالت قصيرة .. و لا تحتمل ان أضيع أوقاتها الثمينة .. بحثا عن نقطة إلتقاء بيننا


أحبكم .. و لكن كم هي حياتي هادئة بعيدا عن تشنجاتكم اليومية و أفكاركم المخيفة


أيام قليلة قررت أن أقضيها مختلية بنفسي .. لأعطي نفسي فرصة جديدة للعمل على مشروع كبير تم تقديمه لي قبل يومين


أتمنى ان أعود بعد أسبوعين .. لنضحك هنا كما كنا نفعل دائما .. ربما أتأخر قليلا .. و ربما أعود سريعا .. فأنا لا أعرف الأكيد حتى هذه اللحظة


أعتذر لكل أصدقائي هنا و في الفيس بوك و التويتر .. لن أستطيع التواصل معكم لفترة مقبلة محدودة فانا احتاج كل التركيز .. لكن بالطبع تقدرون تراسلوني على إيميلي .. حتى أجد لنفسي دار


مجموعة كبيرة من أصدقائي بالتويتر و الفيس بوك يدروون من أمس إني احضر لهذا البوست


طلبوا مني أن أناقش أفكاري معهم هناك بس التويتر يقطع أفكاري


وعدتوني ما تزعلون .. طلبتوا أقول اللي بقلبي و هذا أنا قلت


إختلافي معكم .. لا يمنع أن أحبكم


و حبي لكم .. لا يمنعني من البحث عن عالم مسالم .. بعيدا عنكم


ربما أتقاسم معكم ضحكاتي و إبتساماتي .. و لكن سأترك أفكاري لنفسي .. فعالمكم لا يرحم

أنا لا أستجدي هنا إستعطافا .. بالعكس .. فأنا أرى غيري يحتاجه أكثر


أتمنى لنفسي عودة قريبة


فما أغلى على نفسي من شوووش